استياء بريطاني من البيروقراطية والفساد في أوغندا

أبدى مستثمرون بريطانيون استيائهم ومللهم من البيروقراطية والفساد المتفشيين في أوغندا، مما يعرقل مساعيهم للبحث عن فرص إطلاق مشروعات وتأسيس شركات لهم في البلاد. وتكفل بنقل تلك المشاعر اللورد دولار بوبات من مجلس اللوردات البريطاني أثناء استقباله لرئيسة البرلمان الأوغندي ريبيكا كاداجا في العاصمة الإنجليزية لندن. وفقًا لوكالة أنباء الشرق الأوسط . ولد اللورد بوبات في أوغندا غير أنه اضطر إلى مغادرتها في عام 1971 في أعقاب حملة طرد الآسيويين في عهد الرئيس الأوغندي الأسبق عيدي أمين، ويتولى حاليا منصب مبعوث رئيس الوزراء البريطاني لرواندا وأوغندا بعد تعيينه في يناير من العام الماضي 2016.  وقال اللورد بوبات "إن أفريقيا حباها الله بحميع الموارد الطبيعية الموجودة في العالم.. والمستثمرون البريطانيون لديهم الرغبة الأكيدة في التركيز أكثر على التجارة والاستثمار في القارة، معربا عن قلقه حيال وتيرة التباطؤ في إدارة الأعمال داخل الشركات.. لافتا إلي أن السبيل الوحيد لخلق وظائف لـ70 ألف خريج يلتحقون بسوق العمل سنويا يأتي من التجارة والاستثمارات، إلا أن الأمور في أوغندا لازالت صعبة والناس باتوا محبطين ويغادرونها". وضرب مثالا برواندا التي انتهزت فجوة خطوط الطيران بتسيير رحلات جوية بين كيجالي ولندن في أعقاب توقف خطوط الطيران البريطانية عن تسيير رحلاتها المعتادة، قائلا "حين التقيت الرئيس الرواندي كاجامي وأبلغته بوجود تلك الفرصة.. وفي غضون أسابيع قليلة حتى اشترى الروانديون طائرتين وبدأوا في التحليق في رحلات إلى لندن.. أما في أوغندا، فنحن نتحدث معهم عن تسيير خطوط طيران منذ سنوات، فهناك مشكلة فالأمور تتعرض للتأجيل". من جانبها، وعدت رئيسة البرلمان الأوغندي بنقل تلك الانتقادات إلى الوزراء المسؤولين في بلادها وعلاج تلك الإشكاليات التي تواجه المستثمرين لدى محاولتهم بدء مشروعاتهم في أوغندا، معترفة بأن البيروقراطية والفساد يتعين التصدي لهما بجدية. ورغم إقرارها بانتقادات اللورد البريطاني، أبدت رئيسة البرلمان الأوغندي كاداجي رغبة بلادها في استقبال المزيد من الاستثمارات التي تعمل على خلق فرص عمل للمواطنين، مطالبة المستثمرين بضرورة الالتفات إلى أن البلاد ليست مجرد سوق لاستيراد المنتجات من الخارج، داعية إلى نظرة عادلة في نظم الاستثمار ولاسيما إذا تعلق الأمر بالتعاقدات والعقود التي تبرمها الشركات الأجنبية مع الحكومات الوطنية. وأبدت المسؤولة التشريعية الأوغندية دهشتها من ممارسات بعض الشركات الأجنبية، قائلة "علاوة على إصرار الشركات الأجنبية على توظيف أشخاص يتبعون جنسية الشركة الأم ويأتون بهم من الخارج، فإنهم يصرون أيضا على استيراد كل شيء، ولا يشترون المنتجات المحلية، فكيف لشركة مثل "تولو أويل" أن تقوم باستيراد اللحوم والطماطم من البرازيل وجنوب أفريقيا على التوالي". ودعت كاداجي اللورد بوبات إلى حث الحكومة البريطانية على تخفيف إجراءات منح تأشيرات دخول بريطانيا وخفض كلفتها العالية وتقليص مدد إصدارها، وقالت "إن تكلفة إصدارها ارتفعت إلى 200 جنيه إسترليني سواء حصل عليها المتقدم أم لا.. فالأمر غير عادل، ونحتاج إلى المساواة بأن يتم رد المبلغ إذا رفض الطلب". وتابعت "إذا تقدمت بطلب تأشيرة فعليك أن تنتظر استلام جواز سفرك لمدة شهر كامل، ما يجعلك أسيرا داخل بلدك".. ومن جانبه، وعد اللورد بوبات أنه سينادي بتطبيق مبدأ الـ48 ساعة لتأشيرات الأعمال مثلما هو مطبق مع رواندا".

التعليقات